الصداقة الحقيقية: يمان وربيع
في يوم تعيس بئيس قرر ربيع أن يترك المدينة، تبعه يمان بسرعة لمنعه، وقال له: "لا تفعل هذا يا ربيع قل لنا يؤلمك، نحن همومنا مشتركة وما يزعجك يزعجني أيضا فقل لي كي أساعدك"، فالتفت ربيع إلى يمان وقال: "شكرا لك لكن لا أود ذالك همومك تكفيك، فلا أزيدك بهمي حتى أنا، من الأفضل أن أرحل"، أمسك يمان بيد ربيع وقال:" لا يا ربيع احكي لي كل شيء ينغص عليك و يكدر صفوها ستجدني قبرا لأحزانك يا ربيع، لا تخف يا ربيع احكي كل ما يؤلمك وسأكون بعون الله رهن إشارتك، وأساعدك بكل ما أستطيع وكم من ربيع في هذا العالم".
فقال ربيع:"هــــــهـــــــــــهـــــه، شكرا لك يا صديقي."، فابتسم يمان وقال"أهم شيء أن أرى الناس سعداء ولسيام أصدقائي الحقيقيين" ثم قال"هل أزعجك ما قلت لك سابقا أو ما عاملتك به أنا آسف، إن أزعجك ما قلت لك سابقا ونغص عليك حياتك وكدر صفوها أعطني 20 صفعة على خدي" فقال له ربيع: لا لا يا يمان، ليس ذالك لقد نسيت الأمر تماما و لكن الأمر لا يتعلق بك"، فأجابه مستغربا" وبمن؟ بلبنى أو عفيف أو كمال بمن هذا الأمر؟" فأجاب ربيع" لا لا يا يمان ليس بأحد لكني قررت الرحيل إلى بلدي الأصلي فقد تلقيت دعوة حضور إلى شيء يخص العائلة هذا كل ما في الأمر لقد ذهبت بصمت كي لا أزعجكم ومع ذالك تلحق بي؟" أمسك يمان بيد ربيع والدموع تسيل من عينيه:لا تقل هذا، أنت صديقي المفضل خلت أنني صديقك، لكن يبدو من كلامك أنك ستتخلى عنا"
قال ربيع: لا ليس كذالك لكن أنا حائر بين البقاء معكم و الذهاب إلى موطني إن كان يغضبك الأمر سأعتذر لهم بأنني مشغول ويجب أن أبقى هنا، يمان أعتذر لقد أحزنتك وأثقلت كاهلك بمشاكلي أعتذر فأنا صديق.." ابتسم يمان وقال" لا لا لا يا ربيع أنت صديقي وهمومي همومك ولهذا وجد الأصدقاء أما بالنسبة لعائلتك، اذهب وسافر فهم الأول ستترك فرغا كبيرا يا ربيع" فرح ربيع وقال" عندما سأصل هنالك سأقول لهن أنا صديقي هو يمان وهو صديقي المفضل وسأحكي لهم قصة ما فعلته من أجل الحصان المجنح.." غضب يمان وقال:ماذا هل تمزح؟ العالم كله يعرف ذالك" فقال ربيعا"هــــــهــــه وسأضيف هذه إلى ملاحظتي :أنك تنقلب بسرعة"
فضحك يمان وقال:أضف على ذالك أنه يحب الشطائر ههه" ضحك يمان ضحكة قوية وقال: انشرح صدري لما عرفت ما يجول خاطرك وما في بالك يا صديقي الآن لم أعد حزينا"
ربيع: أأحضر معي الشطائر أم لا؟ قال يمان" ربيع أنت تعرفني، الشطائر من أهم وجباتي وهي لذيذة، يمان من دون الشطائر لا يساوي شيئا ههه"
فأجابه ربيع" هـــــــــــــــه هذا هو أنت" ثم قال له" يمان هل ستخوض نزالا معي " فأجابه يمان: أكيد، وكن متاكدا أنني لن أتساهل معك" فقال له ربيع" لا تخف علي فأنا مستعد" تنازل الاثنان من الصبح حتى المساء وهم يتذكرون كل ما مر عليهم ويهجمون على بعضه فقال يمان وهو يمسك بلبله" ربيع سأشتاق إليك كثيرا" فقال ربيع وهو يركد باتجاه يمان وارتمى عليه" وأنا أكثر منك يا صديقي العزيز أنت أفضل صديق بالنسبة لي، كم عشت معك من تجارب وتعلمت دروسا منك"حضن ربيع يمان" وأنا كذالك تعلمت دروسا وساعدتني ودعمتني بقوة قلبك شكرا لك أيها الغالي ربيع" بكى ربيع ثم تبعه يمان وضحك وقال" لا تنسى الشطائر، وعدني بأن تهتم بنفسك ولا تهمل بلبلك"
ربيع: مؤكد وداعا يا يمان . ودع يمان ربيع وقال: يا للأسف رجل صديقي العزيز، ما كنت أظن أن هذا سيحصل، أنا لم أفهم شيئا، أظن أن ربيع يخفي عني شيئا، قلبي أحس كأنه سينقلع من مكانه، أنا خائف يجب اللحاق به" لحق يمان بربيع وقال له:
آ آ يمان ولكن ما الذي جاء بك؟
يمان: جئت لأنني لست متأكدا مما قلته لي، قلبي لم يطاوعني على تركك لذا هل أخفيت عني شيئا؟ أحس كأنك خبئت عني شيئا"
ربيع: لا يا يمان لاشيء لم أخبأ عنك شيئا كن مطمئنا ألا تثق في ربيع؟
يمان:من قال ذالك لكنني قلل عليك لأنك صديقي
فقال ربيع: آسف فقلقك الزائد سيفضي بك إلى الجنون هههههه لا تقلق سأكون بخير لا تخف ألا تثق بي؟
فقال يمان: أثق بك، أنا فقط أرد الاطمئنان عليك، هيا اذهب كي لا تتأخر عن موعد إقلاع الطائرة وداعا يا عزيزي. سأشتاق لك كثيرا.
ودع ربيع يمان، تابع يمان السير بتفكير شارد ثم دخل إلى مجل لبنى فجلس وطقطق رأسه إلى الأرض وظل يفكر إلى أن قالت له لبنى:ما بك يا يمان؟ أقلقتني ما كل هذا الشرود؟" فأجابها" أنا قلق كثيرا على ربيع قال إنه مسافر لكي يعود إلى وطنه لكن أظنه سافر من أجل ما فعلت له سابقا أظنه خائف من أعود إلى حالتي السابقة وأقتله لن أسامح نفسي وسأظل أتعذب دائما إن كان هذا هو السبب" فأجابته لبنى: هون عليك، لا تحمل نفسك ذنب ما لا تعلم عنه شيئا سيكون بخير، ا كدت أنسى لقد حضرت لك شطائر على شكل بلبل أتمنى أن تعجبك"
فقال لها" ليتني أستطيع أكلها لكن لا شهية هندي أعطيها لعفيف إن أراداها" ثم أضاف" هل من الممكن أن تتركني لوحدي" فقالت له" حسنا طابت ليلتك تصبح على خير" فقال " وأنت كذالك"
مرت ثلاثة أيام على سفر ربيع
وفي صباح يوم جميل، كانت لبنى منغمسة في البحث على شبكة الانترنيت،إلى أن جاءتها رسالة مجهولة تقول: مو ها ها ها ها وبعد عزيزي يمان يؤسفني بث هذا الخبر لك أنت السبب في كل ما حدث لذلك الفتى ربيع ههه هو ميت بسببك الآن، تحمل النتائج " وما ان أكملت قراءتها صرخت بقوة حتى استيقظ يمان فزعا فذهب عند لبنى وقال لها: هل فقدت صوابك أم ماذا؟ كدت تفقدنني صوابي؟ألا تجيدين الصراخ بطريقة غير هذه؟ فقالت له"اقرأ لرسالة" وما أن أكمل قرأتها حتى قال: لا أصدق ما كتب هذا غبر حقيقي، لا لا أصدق هذا ضرب من الجنون" فقالت لبنى "حتى أنا لم أصدق" فقاطعها وقال" هذا كله بسببي لو لم أمنعه من الرحيل لما حدث ما حدث لما مات صديقي، لن أسامح نفسي أنا السبب لقد كان علي تصديق قلبي" فقالت لبن مواسية له"يمان ليس ذنبك هل أن من نويت قتله أو قتلته؟" فأسكتها" لا لا لا لن أسامح نفسي، أريد أن أموت،سأنتقم من هذا الذي قتله سأنزع أحشائه وروحه معا،وأذيقه المرارة الحقيقية" فأجلسته وقالت له" اهدأ يا يمان لا أريدك أن تعود لتلك الحالة المأساوية وماذا إن كان هذا الكلام غير صحيح ستقلق نفسك على لا شيء يجب أن نتيقن من هذا الكلام " ثم بعد ذالك وصلت رسالة أخرى مكتوب فيها: عزيزي يمان تيقن أن ما قلته صحيح وسأريك هذا المقطع المسجل" وظهر في الرسالة المقطع المسجل وهو مقطع سقوط من أعلى الجبل إلى الأرض ثم كتب أيضا: كيف جاءك المشهد مؤثر ها، هل تيقنت أنك السبب" تراجع يمان إلى الوراء بعد أن شاهد المشهد المؤثر وبدأ يبكي ويقول: إذا أنا السبب فيما حدث لربيع هو الآن ميت، لقد قتلته لا أصدق" فرد يمان بكل سرعة وجنون حرقة لألم قلبه"إذا كان كلامك صحيحا إذا أعطني جثة صديقي" فقال لها" ولما تريدها" فقال له" هذا ليس من شأنك، أعطني جثة صديقي وإلا.." قال له" حسنا هذه هي الخريطة التي ستقودكم إلا صديقكم وداعا"
فقال يمان للبنى"خدي الخريطة وهيا بنا لنذهب".
خرج يمان ولبنى للبحث عن المكان المحدد سيجدان فيه جثة ربيع وبعد بحث طويل وجدوا المكان المشار إليه في الخريطة، دق قلب يمان بشدة لأنها لحظة مأساوية جدا حيث أنه سيرى صديقه ميتا، لم تكن له أدنى أي فكرة عما سيحصل لاحقا فقال يمان: ها قد أتينا هيا أخرجوا وأعطوها الجثة وإلا لن يروقكم ما سأفعله بكم."
لإأجاب الصوت" حقا ها هاها لقد أخفتني"وانصدم يمان للصوت لأنه كان يعرفه بعد ذالك نزل قفص من حديد على يمان ولبنى فقال يمان للصوت" لم أمن أتوقع أنك ستفعل هذا أتظن يا بارق أن هذه القضبان الحديدية ستمنعني من الوصول إليك" أمسك يمان القضبان لكنه صعق فقال له بارق" أو نسيت القضبان مكهربة لن تستطيع وإن خرجت ستخرج مصعوقا هاهاها"
قال يمان: أتظن أن هذه القضبان ستمنعني من الوصول إلى غايتي لا تحلم فأنا قادر على تكسير جميع المعيقات
مهما كانت" ثم أطلق يمان بلبله وقال: حطم أيها الحصان المجنح هذه الأسوار وأره قوتك هيا" وفعلا حطم الحصان المجنح القضبان فقالت لبنى:أيها الأحمق، أعطنا جثة ربيع هيا" فأجابها بارق" لن أعطيه حتى ينازلني يمان" أجاب يمان وهو يفيض غيضا " حسنا لك هذا، سوف تندم على هذا اليوم وأنا أوكد لك،وسوف تعلم مدا قوة يمان،هيــــــــــــــــــــــــــــــــا"
يمان:3،2،1 هيا إلى النـــــــــــزال"
أطلق الاثنين بلبليهما وأثناء نزالهما سمع يمان صوتا يقول له: اهدأ يا يمان لا تغضب ولا تنزعج فلا يوجد هناك شيء مزعج" وظهر صاحب الصوت وهو ربيع: ركض يمان باتجاه ربيع وقال ربيع: اشتقت لك يا يمان، كيف حالك هل أنت خير، سررت بلقائك لأنني.." وفجأة فقد ربيع وعيه فقال له يمان وهو يبكي: لا لا تمت يا ربيع أرجوك ابق لا تتركني لن أسامح نفسي ، أنا آسف يا صديقي اعذرني لقد خالفت وعدي لحمايتك لم أكن في مستوى صداقتك" ثم تنهض" ستذوق يا بارق طعم الحرقة وسترى كيف سأقضي عليك بسهولة هذا كله في سبيل ربيع هيا أيها الحصان المجنح هجمة عاصفة المجرة اهجم" قال بارق: ا ا انتظر يا يمان لكي نسوي حساباتنا" فقاطعه: لا تسويت حسابات بيننا لن أسامحك، أهجم هيا" فقال بارق" لننسحب يا تنين البرق من النزال قبل أن نكون في عداد الموتى" هرب بارق من النزال لأن خسارته ستكون كبيرة أمام يمان. ثم هتفت لبنى" لا أصدق ربيع حي" فاستدار يمان لعند ربيع وقال" ماذا قلتي هل هذا حقيقي لأ أصدق ربيع حي" استيقظ ربيع من غيبوبته وقال: يمان ماذا جرى هل أنت بخير، وماذا تفعلين عندك يا لبنى؟" فقال له" قلقت عليك كثيرا كدت أصاب بالجنون خلت أنني سأفقدك آه ربيع أنا بخير مادمت أنت خير." فقاطعنه لبنى " مم ماذا أفعل هنا؟ ما هذا السؤال ؟ جئت للاطمئنان عليك في الحقيقية لم أصدق ما كتب عنك" فقال يمان" اتفق معك في كل ما قلته هيا، نعد لمحل لبنى ولنحتفل بعودتك وسلامتك"
فقالت لبنى: فكرة رائعة أنت عبقري، ويجب أن أخضع بلبلك للصيانة يبدو من خلال اختراقه لصدمات الكهرباء قد تعرض للضرر
فقال يمان: مهك حق يا لبنى من أجل ربيع تحديت القضبان المكهربة"
فقال ربيع: وهذا دليل كاف على حبك لأصدقائك أشكرك يا صديقي، آسف لأنني أقلقت مشاعرك وأضفتك مشكلة أنت في غنى عنها، دائما أوقعك في المشاكل"
قال يمان مبتسما: لا تشكرني ولا تقل لي هذا الكلام ثانية أصدقائك وقت ضيقك ولماذا إذن يوجد الأصدقاء" ثم قال يمان" أمر الحفلة مهم بالنسبة لي عصافير بطني تزقزق مند الصباح"
فاقترحت لبنى اقتراحا: الأول من يصل إلى المحل سيكون له نصيب أكبر من الشطائر على شكل بلبل" وقبل أن تكمل كلامها وجدت نفسها وحيدة فقالت لهما:انتظروني هي يا جماعة أوووه" فقال لها يمان" آخر الواصلين له اقل حصة من الشطائر" وبهذا أثبت هذه التجربة التي مرت على يمان حبه الكبير وإخلاصه لصديقه ربيع.
من كتابة وتأليف : فتاة الحصان المجنح